أ. فؤاد العطار
الأحد 14 أكتوبر 2012
هل مات الميرزا بالكوليرا ؟ كتبه : فؤاد العطار Anti_Ahmadiyya@yahoo.com الكذب القادياني في قصة ثناء الله الأمرتسري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا )) - رواه البخاري. لقد قرأت قصة ((المباهلة مع المولوي ثناء الله الأمرتسري)) المنشورة على الموقع العربي الرسمي للجماعة الأحمدية ، و لم أجد هناك ما يثير الدهشة فالقصة المنشورة عبارة عن تكرار لأكاذيب القاديانيين المنشورة في كتبهم و مواقعهم الأخرى. و العجيب هو أن القاديانيين الذين نقلوا سيناريو تلك القصة أو صدقوه لم يلتفتوا إلى السخافات التي ارتكبها القادياني الذي وضع ذلك السيناريو، فالسيناريو مضحك متداع و ليس بحاجة إلى غيره لإثبات تهافته و كذبه. و قبل أن أناقش الكذبات التي أوردها واضعوا سيناريو القصة أود أن أورد الإعلان الذي نشره الميرزا بتاريخ 15 إبريل 1907م بخصوص خصمه المولوي ثناء الله الأمرتسري، فهذا الإعلان هو محور القصة الحقيقية و هو الذي تجب قراءته قبل قبول أو رفض السيناريو القادياني. و الإعلان الوارد هنا هو كما ورد في الجزء الثالث من (مجموعة الإعلانات) الذي نشرته الجماعة الأحمدية – شعبة ربوة، و هو بلغة الأوردو، و قد أتبعته بترجمة إلى العربية لمعظم أجزائه بالإستعانة بعدة خبراء لغة. و قد أوردت النص الأصلي لمن أراد أن يتأكد بنفسه من صدق الترجمة التي أوردتها هنا. فالإعلان سيصدم أولئك الأحمديين الذين صدقوا السيناريو المضحك الذي أورده موقعهم الرسمي. أنظر في الأسفل الوثيقة و هي عبارة عن نسخة من الإعلان الذي كتبه الميرزا بتاريخ 15 إبريل 1907م. الترجمة العربية
((مجموعة الإعلانات ج3 ص 578 الفصل النهائي في الخلاف مع المولوي ثناء الله الأمرتسري بســــــم الله الرحمن الرحيم نحمده و نصلي على رسوله الكريميستنبؤنك أحق هو. قل إي وربي إنه لحق حضرة المولوي ثناء الله، السلام على من اتبع الهدى. إن سلسلة تكذيبي جارية في جريدتكم "أهل الحديث" منذ مدة طويلة، أنتم تشهدون فيها أنني شخص مفتر و كذاب و دجال وأن دعواي للمسيحية الموعودة كذب وافتراء على الله. إنني أوذيت منكم إيذاءاً وصبرت عليه صبراً جميلاً، لكن لما كنتُ مأموراً بتبليغ الحق من الله وأنتم تصدّون الناس عني فإنني أقول بإنني إن كنت كذاباً و دجالاً كما تقول أنت عني باستمرار إذاً سيكون موتي خلال فترة حياتك، و ذلك لأنني أعلم أن مدى حياة الفاسد و الدجال ليست طويلة، ففي النهاية لا يلبث أن يموت مخزيا يائساً خلال فترة حياة أعدائه. فمن الأفضل له أن يموت حتى لا يـُهلك عباد الله. وإن لم أكن أنا كذاباً و دجالاً بل كنت مشرّفاً بكلام الله و خطابه و كنت أنا المسيح الموعود فإنني أرجو أنه بفضل الله و حسب سنّته أن لا تفلت من العقوبة التي يستحقها الكذابون. فإن لم تكن أنت خلال حياتي ضحية عقاب ليس بأيدي الناس بل هو كلياً بيد الله مثل الإصابة بمرض فتاك كالطاعون أو الكوليرا و غيره فإنني لا أكون من عند الله تعالى. هذه ليست نبوءة عن طريق الإلهام لكنها عبارة عن تضرع لله سبحانه كنت قد دعوت الله تعالى به ليفصل بيننا. فأنا أدعو الله: يا مالكي البصير القدير العليم الخبير أنت تعلم ما في نفسي، إن كانت دعواي للمسيحية الموعودة افتراء عليك وأنا في نظرك مفسد كذاب والافتراء في الليل والنهار شغلي فيا مالكي أنا أدعوك بالتضرع والإلحاح أن تميتني قبل المولوي ثناء الله وأن تجعله وجماعته مسرورين بموتي، آمين. لكن يا إلهي الكامل الصادق إن لم يكن المولوي ثناء الله على حق في اتهامه لي فإنني أدعوك بتضرع أن تميته خلال فترة حياتي، لكن ليس بأيدي الناس بل بمرض فتاك مثل الطاعون أو الكوليرا و غيره إلا في حالة أنه أعلن توبته - بمواجهتي و حضور جماعتي – عن كل تلك التوصيفات الحقيرة و كل تلك الألفاظ المسيئة التي اتخذها وظيفته الرسمية و التي سببت لي الألم دائماً. آمين يا رب العالمين آمين..)) ((إنني أرى أن المولوي ثناء الله يريد أن يقضي على جماعتي من خلال تلك الإفتراءات و أن يهدم ذلك الصرح الذي صنعته بيديك يا إلهي يا مرسلي. لهذا السبب أنا أتضرع إليك مستمسكاً بعظمتك و رحمتك أن تفصل بيني و بين ثناء الله بالحق، فمن كان في نظرك دجالاً و كذاباً فاجعله يغادر هذه الدنيا في حياة الصادق، أو أصبه ببعض المحن التي تكافيء الموت، يا إلهي الحبيب إفصل بيننا بهذه الطريقة. آمين ثم آمين. ربنا افتح بينا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين. آمين. وأخيرا أرجو من المولوي صاحب أن ينشر هذا الموضوع في دوريته و أن يكتب ما يشاء تحته، و الآن الحكم بيننا بيد الله. الراقم: عبد الله الصمد ميرزا غلام أحمد المسيح الموعود عافاه الله و أيده بتاريخ : 15 إبريل 1907م.)) كما ترون فإن الميرزا لم يذكر موضوع المباهلة في إعلانه إطلاقاً، بل لم يطالب المولوي ثناء الله بأن يدعو من طرفه بأي دعاء، فالإعلان هو عبارة عن دعاء من طرف واحد أن يهلك الكاذب خلال حياة الصادق عن طريق المرض، و هو ما حصل فعلاً فقد هلك الميرزا بالمرض في حياة المولوي ثناء الله الذي عاش بعده عقوداً طويلة.
أما القاديانيون فاخترعوا سيناريو عجيب للقصة ليقنعونا بأن الأمر كان عبارة عن تحد للمباهلة من طرف الميرزا تم رفضه من طرف المولوي ثناء الله !! و لأنه من المستحيل إثبات هكذا ادعاء لم يجد القاديانيون وسيلة سوى الكذب البارد كالعادة، و قد تجلى الكذب في عدة أمور أهمها ما يلي : 1- الكذب المحض في ترجمة أجزاء الإعلان 2-التمويه و التحايل في النقل من كتب الميرزا 3-إقتباس أجزاء محرفة من الإعلان المؤرخ سنة 1907م و حشرها في سيناريو قصة في العام 1902م 4- تسمية المسألة بأنها دعوة للمباهلة بينما كانت دعاءاً من طرف واحد فقط 5-الإدعاء بأن المولوي ثناء الله الأمرتسري مات مقهوراً مخزياً بعد أن كفره علماء مكة !! 6-تكذيب حقيقة موت الميرزا بالكوليرا و لأن البينة على من ادعى فإنني سأورد بعض الأدلة على النقاط المذكورة أعلاه، و هي كما يلي: (1) كذب القاديانيين في ترجمة أجزاء الإعلان. المثال الأول : يقول موقع الجماعة الأحمدية ((وكان سيدنا أحمد يعرف طبيعـةَ المولوي الأمرتساري الرِعْديدة، فصرح حضرته بأن الأمرتساري قد قدَّم اقتراحًا جيدًا، ونأمل أن يظل متمسكا به. (المرجع السابق) ثم أضاف: "إذا كان المولوي ثناء الله مخلصا في تحديه بأن يهلك الكاذبُ قبل الصادق.. فلسوف يموت ثناء الله أولا". (مجموعة الإعـلانات، ج3 ص578) )) كما تلاحظون: فالمرجع المذكور هو للإعلان المترجم أعلاه و الذي كتبه الميرزا في 15 إبريل 1907م. و كل من قرأ الإعلان يعلم أن الجملة التي أوردها الموقع غير موجودة في ذلك الإعلان بتاتاً. و هي كذب محض خالص، فالميرزا هو الذي تحدى ودعى الله أن يهلك الكاذب في حياة الصادق. المثال الثاني : يقول موقع الجماعة الأحمدية ((واختتم الإعلان بتصريح من سيدنا أحمد يقول فيه: "وأخيرا أرجو من المولوي ثناء الله أن ينشر تصريحي هذا في صحيفته "أهل الحديث"، ويعلق في نهايته بما يشاء، ويترك الحكم لله تعالى)) لاحظوا كيف حرّف القاديانيون الجملة الأخيرة في الإعلان لتصبح ((ويترك الحكم لله تعالى)) بدلاً من الجملة الأصلية ((و الآن الحكم بيننا بيد الله)). فالجملة الأصلية تثبت بأن الميرزا تقدّم بإعلانه النهائي و هو الدعاء بهلاك الكاذب أولاً ثم صار ينتظر حكم الله. أما الجملة المحرفة ((ويترك الحكم لله تعالى)) فتوهم القاريء بأن في الأمر انتظاراً لفعل ما من جانب المولوي ثناء الله الذي عليه أن يترك هو الحكم لله بعد ذلك !. (2) التمويه و التحايل في النقل من كتب الميرزا يقول موقع الجماعة الأحمدية : ((وما أن تلقَّى حضرتُه إعلانَ المولوي الأمرتساري حتى نشره مشفوعًا بقبول ما عرضه المولوي وصرح فيه بقوله: "لقد اطلعت على إعلان المولوي ثناء الله الأمرتساري الذي يدعي فيه أن لديه رغبةً مخلصة في أن يدعو كلٌّ منا بأن يموت الكاذبُ منا في حياة الآخر." إعجاز أحمدي ص 14، الخزائن الروحانية ج19 ص121)) و الآن لنرى ما ورد فعلاً في الصفحتين رقم 121 و 122 من مجموعة الخزائن الروحانية ج19 يقول الميرزا في الوثيقة الموضحة أعلاه ما يلي : ((في الحقيقة لقد اطلعت على إعلان المولوي ثناء الله الأمرتسري الذي يدعي فيه أن لديه رغبةً مخلصة في أن يدعو كلٌّ منا بأن يموت الكاذبُ منا في حياة الآخر. و قد أبدى أيضاً رغبته في كتابة كتاب مثل كتابي "إعجاز أحمدي" بحيث يكون بنفس السلاسة و التفصيل، و بأنه سيحتوي أيضاً نفس الأهداف. إذاً إن كان المولوي ثناء الله قد طرح طلباته تلك من صميم قلبه و ليس نفاقاً منه فإنه لا يوجد شيء أفضل من ذلك، و هو بذلك سيؤدي خدمة لأمته في عصر النزاع هذا، و ذلك إن كان تقدم مثل جندي في ساحة الوغى وحلّ النزاع بين الحق و الباطل بهذه الطريقة. لا شك أنه قد جاء باقتراح جيد، لكن المهم هو أن يظل متمسكاً بنفس الشيء. إذا غادر كذاب واحد هذا العالم و حصل الناس على الهداية نتيجة لذلك، عندها سيكون ذلك الشخص الذي يؤدي هذه "المبارزة بالدعاء" بمثابة نبيّ. لكن نحن لا يمكن أن نطلق تحدي المباهلة "المبارزة بالدعاء" و ذلك لأن العهد الذي أعطيناه للحكومة يمنعنا من هكذا تحدي. بالطبع فإنه لا يمنع المولوي ثناء الله و غيره من الخصوم أن يدفعونا للرد من خلال إصدار هكذا تحديات سواء أكان ذلك من المولوي ثناء الله أو من أي مولوي غيره ذو شهرة و ذو احترام بين جماعته بحيث يشهد 50 شخصاً محترماً على إعلانه. و لأن المولوي ثناء الله يبدو أنه مستعد لهكذا تحدّ كما تشير كتاباته فإننا لن نعارض هكذا تحد، في الحقيقة فإننا نعطيه الصلاحية من طرفنا لأن التحدي من طرفه كاف لحل النزاع. لكن الشرط هو أن الموت يجب أن لا يكون عن طريق القتل و لكن عن طريق مرض مثل الطاعون أو الكوليرا أو أي مرض مشابه، و بهذا لا تسبب هذه العملية أي مخاوف لمسؤولي الحكومة)). أما القاديانيون فادعوا بأن الميرزا تحدى المولوي ثناء الله عام 1907م بالمباهلة لكن المولوي خاف و رفض التحدي، و هم بهذا يثبتون من حيث لا يدرون بأن الميرزا نقض عهده الذي أعطاه للحكومة البريطانية أن لا يتحدى أحداً للمباهلة، و إلا فليثبتوا بأن المولوي ثناء الله نشر تحد بالمباهلة موقعاً من 50 شخصاً كما طلب الميرزا في إعلانه عام 1902م. فالحقيقة هي أن الميرزا في إعلانه النهائي بهذا الشأن عام 1907م دعى من طرف واحد أن يهلك الكاذب في حياة الصادق، و هو بهذا لم يطلق تحدياً من طرفه لأي شخص آخر. و نص الإعلان النهائي عام 1907م الموضح أعلاه دليل ناصع على ذلك لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد. لكن الميرزا مع ذلك أخل بتعهده أن لا يدعو على خصومه أن يموت الكاذب في حياة الصادق. يتبع في الجزء الثاني
|