قوله تعالى:
{ ما الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ }
×محتاج إلى الطعام مدة من الزمان؟ ولو سلمنا أنهما لا يأكلان الطعام الآن فهل يعني اشتراكهما في الموت؟ أم من الممكن أن يكون أحدهما ميتا والآخر حيا غير ميت جعله الله غير محتاج في حياته إلى الطعام مدة من الزمن؟.
إن الإله الذي أحيا أهل الكهف 300 سنة على الأرض من غير طعام، لقادر سبحانه على إحياء عيسى في السماء من غير طعام، هذا إذا سلمنا أن في السماء لا يوجد طعام لأننا لم نطلع على غيب السماء، والغيب نتوقف فيه على النقل. ولعله الغذاء الذي كان يتناوله المسيح هو نفس الغداء الذي يتناوله آدم ÷ لأن كلا منهما من قبيل الآخر كما قال تعالى: )إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ( آل عمران:59.
الجواب الرابع:
إن المتدبر في هذه الآية الكريمة سيجد أنها تخاطب النصارى دون غيرهم بدليل الآية التي قبلها لأنهم يؤمنون بألوهية المسيح وأمه وهذا كفر:
{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} المائدة:٧٣
فلو كان مقصد القرآن إثبات موت المسيح فهو لغو وعبث تنزه كلام الله عن ذلك لأن النصارى يعتقدون كامل الاعتقاد بموت المسيح والآية لن تضيف شيئا، بل جاءت هذه الآية لترد عليهم أن المسيح رسول كما بقية الرسل الذين مضوا، كان يأكل الطعام وأنه ليس إلهاً وإلا عليكم الإيمان بألوهية كل الرسل الذين كانوا قبله، كما أن الإله – بحق- غني بذاته فلا يحتاج طعاما ولا شرابا ولا شيئا مما خلق والمسيح ليس كذلك.
!!!!!
([1]) إزالة أوهام ص 454.
تم التطوير باستخدام نظام مداد كلاود لإدارة المحتوى الرقمي بلغات متعددة .